ويل لأمة تأكل ما لا تحصد

د. بياد جمال علي

دعونا نذهب لزيارة متجر للمواد الغذائية أو أي بائع فواكه و خضروات في العراق. دعونا نستكشف ما موجود صنف صنف. لنستكشف نسبة المواد الغذائية المصنعة محليا ( خبز, لحوم, خضروات, و ألبان) و نركز عليها وحدة تلو الاخرى. في هذه الأثناء لندعوا ممثلا من وزارة الزراعة في الحكومة العراقية. و ندعوا ممثلا من دائرة الأمن المركزي. الأن لنعمل سوية لنخرج المواد المستوردة من هذا المتجر, لكي نبقي فقط على المواد الغذائية المصنعة محليا فقط.

لنرى مرة أخرى, ماذا تبقى من أغذيه في هذا المحل ؟

نحن نشجعكم جميعا لتقوموا بهذه التجربة و مشاركة النتائج معنا.

سوف نبدأ بالمادة الغذائية الأساسية الأولى و هو الخبز و مشتقاته بجميع أصنافه. حسب تقارير وزارة التجارة العراقية, انتاج القمح في العراق, هو 1.1 مليون طن في السنة الحالية, بينما العراق يحتاج الى 6.5 مليون طن. في المواسم الأعلى أنتاجا للقمح قبل خسارة الأراضي في السنتين السابقتين, العراق كان يستورد اكثر من نصف الكمية المطلوبة.

أذا أتينا الى قسم اللحوم, سوف نجد من الأنتاج المحلي و المستورد. و من المهم أن نضع في عين الأعتبار, المنتجات المحلية. فأن أغلبية علف الحيوانات مستوردة. و أيضا اللقاحات الطبية المطلوبة تستورد كاملة, أضافة الى أغلب المتطلبات اللازمة الى تربية المواشي و الدجاج.

أيضا لنلقي نظرة على منتجات الالبان, من الحليب و الجبن و اللبن و باقي مشتقاته, فسوف نجد أن %90 من هذه المنتوجات مستوردة.

الأن لنلقي نظرة على الفواكه و الخضروات بأصنافها. سأدعوكم مرة اخرى لزيارة محل فواكه و خضروات لتروا الاصناف العديدة المنتجة محليا !

في هذه الرحلة القصيرة لهذا المتجر, سوف تلاحظون مدى ضعف التصنيع و الانتاج المحلي في بلدنا. سوف نتسائل ماذا يحدث الان في حالة اغلاق المعابر الحدودية, كأغلاق المعبر التركي حاليا بسبب المعارك و القصف, الى متى سوف ندوم ؟

لهذا الموضوع ضرورة و خطورة قصوى لذا يجب التركيز و تسليط الضوء عليها. مستقبلا سوف ندخل بتفاصيل اكثر في سياق هذا الموضوع. احد العوائق في هذا الموضوع هو البيروقراطية و صعوبة الحصول على التقارير الاحصائية من الدوائر الحكومية.

في النهاية, المجتع, الحكومة, و كل فرد, يجب ان يعوا ان اهمية امن الغذاء ان لم يكن اكثر, فهو لا يقل عن اهمية الامن الوطني. جبران خليل جيران يقول “ويل لأمة تأكل ما لا تحصد”.

Leave a comment